تطوير المناهج التعليمية: دراسة مقارنة للتجارب الدولية "وإمكانية الاستفادة منها"

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى تعزيز التوجهات المعاصرة نحو تطوير المناهج التعليمية في ليبيا، حيث تؤكد الباحثة، استنادًا إلى تخصصها في طرق التدريس وتخطيط المناهج، أن تطوير المناهج في المؤسسات التعليمية العربية عموماً، وليبيا خصوصاً، يواجه صعوبات تتطلب تغييرات جذرية في هيكل المؤسسة التعليمية وقدرات المعلمين. إذ إن التحولات التعليمية الشاملة لا تقتصر على تحديث المناهج فقط، بل تشمل أيضاً التغيير التدريجي والتحسين المستمر لتحقيق الأهداف المرجوة.؛ هذا وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي في تحليل استراتيجيات تطوير المناهج في دول عربية وعالمية رائدة (كوريا الجنوبية، سنغافورة، مصر، الإمارات، فنلندا، الصين)، لتقديم نموذج يمكن الاستفادة منه في السياق الليبي، حيث تعكس هذه التجارب جهود تصميم مناهج تركز على تطبيق المعارف في الحياة الواقعية، وتلبي متطلبات العصر مع تعزيز النمو الشامل للمتعلمين. أظهرت نتائج التحليل المقارن أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في المناهج، وتركيزها على تنمية قدرات المتعلمين والابتعاد عن النمط التقليدي للتعليم القائم على الحفظ والتلقين. كما تؤكد على ضرورة دمج المتعلمين بشكل فعال في الحياة المعاصرة وربط التعليم بمتطلبات سوق العمل والتنمية الاقتصادية؛ مع التركيز على دور المركز الوطني- لتطوير المناهج-وجعله أكثر فاعلية وقدرة على قيادة هذه العملية؛ حيث يلعب المركز الوطني دورًا محوريًا في توجيه جهود تحديث المناهج، لكنه يواجه تحديات تتطلب تعزيز الدعم والموارد، وتفعيل مشاركة جميع الأطراف المعنية.

توصي الدراسة بضرورة تطوير المناهج بشكل شامل يُعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، ويستفيد من التكنولوجيا بفعالية. كما تقترح الدراسة تنفيذ بحوث ميدانية موسعة لتكييف المناهج مع متطلبات سوق العمل، مع الاستفادة من التجارب الدولية كنموذج واضح لمسار التطوير المستدام للتعليم في ليبيا.