الأمن السيبراني في مواجهة النزاع الدولي وحماية المعلومات

الملخص

هدفت الدراسة التعرف على الأمن السيبرانى فى مواجهة النزاع الدولي وحماية المعلومات حيث أدى نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى ظهور أنماط مختلفة تُدار عن بُعد في الفضاء الإلكتروني، مثل الإرهاب الإلكتروني والهجمات السيبرانية والحروب الإلكترونية، مما جعل النزاعات بين الدول أكثر سهولة. وبالتالي، أصبح ذلك يشكل تهديدًا للأمن القومي للدول. انتقل نمط الحرب من الشكل التقليدي المباشر إلى الشكل الحديث غير المباشر، مما دفع الدول إلى دمج الفضاء الإلكتروني ضمن حساباتها الاستراتيجية وأمنها القومي. وقد ظهر بُعد جديد في النزاعات الدولية يُعرف بحروب الفضاء الإلكتروني، حيث يمكن لأحد أطراف النزاع أن يُلحق خسائر كبيرة بالطرف الآخر ويشل بنيته المعلوماتية، مما يؤدي إلى خسائر عسكرية واقتصادية جسيمة. وهكذا، فتح الفضاء الإلكتروني آفاقًا جديدة للنزاع وأضاف مستويات متعددة من التعقيد للعلاقات الدولية. وتسعى العديد من الدول حاليًا إلى تعزيز قدراتها في مجالي الدفاع والهجوم من خلال تبني استراتيجيات وطنية للأمن السيبراني تهدف إلى وضع السياسات وفتح المجال للتطبيقات. ولا يقتصر هذا على تحقيق الأهداف الأمنية والسياسية فحسب، بل يشمل أيضًا الحفاظ على فرص النمو الاقتصادي في ظل ملامح الثورة الصناعية الرابعة، وتأثير ذلك على الثقة بالإجراءات والسياسات المتبعة. وفي هذا السياق، شكلت القفزات التكنولوجية الهائلة في مجال الاتصالات والمعلومات في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين مسارات جديدة لاندلاع نزاعات النفوذ السيبراني في الفضاء الإلكتروني، حيث اعتُبر الأخير ساحة واسعة للتفاعلات العالمية التي شملت في الأساس شبكات رقمية ذات اتصال كبير بين الحواسيب وأنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت لغرض تدفق المعلومات. وتكتنف ظاهرة النزاع السيبراني حالة من الغموض وعدم اليقين، وهي أقرب إلى ما سمي بالغموض النووي خلال الحرب الباردة.