صور التناص في رواية "الفردوس اليباب" للأديبة ليلى الجهني - دراسة بنيوية تطبيقية

الملخص

      يُعد التناص أحد مصطلحات المدرسة البنيوية، الذي يدل على طبيعة النصوص، ويشير إلى ثقافة الكاتب أيضا، ويثري القيمة الدلالية للغة في النص الجديد وأطرها السرديّة، ولا سيما في فن الرواية، الذي يمتد في أفقه الزماني والمكاني وعدد الصفحات امتدادا طويلا، فيصبح التناص أكثر وجودا ووضوحا للقارئ المثقف والباحث معا.

     ومن هنا جاءتْ هذه الدراسة التي تُفسر صور التناص في رواية "الفردوس اليباب" للأديبة السعودية ليلى الجهني، حيث تتمتع روايتها بفضاءٍ سردي شاسع، يحتوي على أنواع مختلفة من التناص بشكل خاص، تتناغم مع حكاية الرواية وأحداثها من جهة، وتُطوِر من العمق الدلالي، أو توصله بطريقة فنية عالية شديدة الجمال من جهة ثانية، وتدلل على امتداد بعض المعاني تاريخيا من جهة ثالثة، وتعلل لبعض الأحداث الإنسانية من جهة رابعة.

     ومن أكثر أنواع التناص ظهورا في رواية "الفردوس اليباب": التناص التاريخي والتناص الأدبي والتناص الديني والتناص الفني، وحرصتْ الدراسة على وضع النص الأصلي الذي اقتبستْ منه الكاتبة نصوص روايتها بطريقة واضحة في المتن، وعن طريق تخريج كل نصٍ بشكل منهجي وشفاف في الحواشي أيضا، حرصا على الدقة العلمية والمصداقية في البحث، وخلصت الدراسة في النهاية إلى نتائج كثيرة على قدر كبير من الأهمية، أوجزتها الدراسة في آخر البحث عبر قسم مستقل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: توّظف الأديبة التناص الديني مناديةً إلى المثل والقيم التي غابت عن واقع الإنسان المعاصر من جهة، وجعلتِ السرد أكثر واقعية وتصويرا للحياة من جهة أخرى.