قراءة لسانية في التطور الدلالي لمصطلحات الخطاب المسجدي في الجزائر

الملخص

تهدف هذه المداخلة إلى تشخيص الحمولة اللغوية التي يحفل بها الخطاب المسجدي باعتباره مدوّنة لسانية تفرض على الباحثين تأمّل مصطلحاتها وإحالاتها التداولية، ذلك لأن منطق التفاعل الحجاجي في هذا الخطاب يُلزمنا بدراسة البنية اللسانية المؤسسة لمصطلحاته، فتواصلية الخطاب الديني جعلته حافلا إلى حدّ التميّز بطاقات تداولية لم يحفل بها أيّ خطاب آخر، كما نجد أنفسنا ملزمين بتحليل بنية الخطاب المسجدي وأنساقه المكوّنة له ودلالاته وإحالاته المعرفية؛ لأنّه شُحن في عصرنا الحالي بحمولات مختلفة في ظلّ التطوّر الثقافي وتدفّق المعلومة الدينية من كلّ جهة؛ الأمر الذي شتّت الإدراك الإيجابي لمصطلحات الخطاب المسجدي والوعي بمختلف الدلالات.

وبناءً على ذلك، فإن واجب الباحث اليوم هو الاهتمام بالبنية اللغوية للخطاب المسجدي ومصطلحاته، فهذا الخطاب هو قبل كلّ شيء خطاب لغة وبلاغة وسرد وحجاج وتفسير يهدف إلى غاية معيَّنة ذات فروع دينية وسياسية واجتماعية وإعلامية في آن واحد.